# رحيل قلم # الجزء الأول


 # رحيل قلم #

 بجسد هزيل أضناه الحلم وأشقاه إقترب من عربة القطار و دون حراك  إنتظر اللحظة السانحة للصعود ، فوضى تملئ المكان أصوات المسافرين وعربدة السكارى و رجاء المساكين وصراخ المراقب  وهو بلا حراك كان يكره التدافع  فهو لا يستهويه سوى الجلوس بين العربات بعيدا عن أعين الناس وحديثهم الممل كان ٱخر مسافر يركب القطار رغم أنه قدِم الأول إلى المحطة كالعادة يبقى الأخير دون حراك   وبعيدا عن العالم في عربة قطار قديمة يأخذ دفتره والقلم ليكتب أول سطر في ليلة رحيله عن مدينته نحو العاصمة طقوس  دأب على تكرارها كل رحلة 
ماذا سيكتب الليلة ؟سأل نفسه قبل أن يبدأ بكتابة أوّل كلمة (رحيل ) !.
 حقيبة ممزقة و جسد هزيل تسكن جيبه بعض دننانير و علبة سجائر من النوع الرخيص و حلم بالرحيل يفتك بما تبقى من أفكار شباب هرِم من الحزن والشقاء أخذ سيجارته في حركة بطيئة أشعل تبغها و تنهد لينفث مع دخان سجارته حلما ضائعا و قلبًا داميا و وطنًا جريح و ردد في داخله كلمة (رحيل )   مليون مرة وضحك حتى الموت  .
ربما سيرجع بالغد أو ربما سيموت على سكة القطار أو يبقى هناك للأبد دون حب و دون حياة، جسدا دون روح  نظر من الشباك المقابل إلى الأفق و دون أن تخنقه رائحة الدخان الخانق أويزعجه ضجيج المحركات ودون حراك راقب صورتها في السحاب كانت كلحظة لقائها الأولى بالمقهى جميلة صامتة عينان متمردتان على وجه أبيض شفاف وفم صغير يسيل شاهيته للحب وشعر مخملـــــــي يسكنه السواد كسواد ليلها الطويل والمضني ووإبتسم وسافر في صورتها وعاد بالزمن إلى أول يوم  من لقائهما بالمقهى